الهروب الصامت من الدولار: لماذا تتسابق دول العالم لتكديس الذهب؟

الهروب الصامت من الدولار: لماذا تتسابق دول العالم لتكديس الذهب؟

في تحول غير صاخب لكنه عميق الأثر، بدأت البنوك المركزية حول العالم بتقليص اعتمادها على الدولار الأميركي، والتوجه بشكل لافت نحو الذهب كخيار استراتيجي أكثر أمانًا واستقرارًا و بحسب تقرير فايننشال تايمز واستطلاع أجراه مجلس الذهب العالمي، فإن 95% من البنوك المركزية تعتزم مواصلة شراء الذهب خلال عام 2025، بينما يتوقع 3 من كل 4 بنوك تقليص حيازاتها من الدولار خلال السنوات الخمس المقبلة.

هذا التحول يأتي مدفوعًا بتزايد المخاطر الجيوسياسية، واستخدام الدولار كأداة في العقوبات الغربية، إلى جانب قلق متنامٍ بشأن استقرار العملة الأميركية و الذهب، الذي تجاوز سعره 3400 دولار للأونصة هذا العام، لم يعد فقط أداة للمضاربة، بل أصبح جزءًا من استراتيجيات البنوك المركزية التي تسعى لتنويع احتياطاتها المالية، وتعزيز سيادتها النقدية، كما فعلت دول مثل الهند ونيجيريا التي بدأت باستعادة ذهبها من الخارج لتخزينه محليًا.

يبدو أن العالم يكتب فصلًا جديدًا في النظام المالي العالمي، حيث الذهب يعود بقوة إلى قلب المعادلة، فيما يتراجع الدور التقليدي للدولار. هل هو تحول دائم؟ وحدها السنوات القادمة ستجيب، لكن الأكيد أن الثقة تُعاد تشكيلها... والذهب هو العنوان الأبرز.