الخميس، 29 ديسمبر 2022

العلاقات الموريتانية الاماراتية مسار رسخه المختار وزايد

الغزواني ومحمد بن زايد


 منذ أن تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة، حرصت، وانطلاقاً من العمق العربي الراسخ في سياساتها الخارجية، على توطيد العلاقات بكل أشكالها مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وهو ما أشار إليه سيدي محمد ولد الطالب أعمر، رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الحزب الحاكم في موريتانيا، في مقال نشرته صحيفة الاتحاد في 20 أغسطس الجاري.

 

لقد ساهمت خمس من مفردات الاصالة العربية  هي البداوة والصحراء والخيمة والناقة والنخلة في خلق حالة  من التشابه  الإستثتائي بين الشخصيتين الإماراتية والموريتانية  رغم التباعد المناخي الذي عوضه  تقارب وجداني يجد احد اسبابه المهمة في تجذر الانسان الإماراتي ثقافيا واجتماعيا وحضاريا في تربة الجزيرة العربية  كما يجد سببه الآخر في كون الانسان الموريتاني على الخصوص لم يكد يبارح في زمنه الثقافي  حدود شبه الجزيرة العربية وبينتها التي ظلت تسكنه شعرا وآدبا وتصنع منه ماهو عليه وجدانيا في تفضيلاته الجمالية ومقايسيه الاخلاقية ونظرته العامه الى العالم والكون.

 

في ظل اوجه التشابه بين تجريبتي التأسيس وسياقها التاريخي في الحالتين علاوة على الوشائح الحضارية والثقافية والوجدانية الموروثة كان من المفهوم الى حد كبير وجود إمكانية لقيام علاقات رسمية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الاسلامية الموريتانية  لكن التشابه القوي بين شخصيتي المؤسسين ساهم في نقل قيام العلاقات من طور الإمكان الى طور الحتمية اي من القوة الى الفعل وفقا لتعبير المناطقة فلم يكن اي من الزعيمين الاستاذ المختار ولد داداه  والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليهما سياسيا شعبويا ولا قائدا ذماغوجيا ولا زعيما مدعي بطولات وبائع شعارات ثورية ووعود وهمية بل كنا زعيمين سياسيين واقعيين اتصف كل منهما بالحصافة والحكمة  والحنكة الدبلوماسية وبالميل الى التعاون الإجابي والمواقف البناءة والخيارات السليمة والأسالييب التوافقية علاوة على ايمانهما بالمنهج الإصلاحي التدريجي في سبيل الوصول الى تحقيق المصالح الوطنية.

 

ولا يخفى على المتابع المهتم حجم انخراط الإمارات في الجهود التي تبذلها الدولة الموريتانية للارتقاء بمستوى حياة الإنسان الموريتاني سواء من خلال اتفاقيات العون التنموي الموقعة بين حكومتي البلدين ام من خلال المشاريع البنيوية والخدمية التي تنجزها الإمارات على الارض الموريتانية ام من خلال تدخلاتها الخيرية والإنسانية في عشرات المدن وقرى والريف الموريتانية   وهذا  بالطبع علاوة على جالية موريتانية كبيرة نسبيا تعيش مكرمة معززة في دولة الامارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق