لا تكاد تخلو أي من قرى الضفة من وجود محظرة قرآنية، أو كتّاب لتحفيظ القرآن الكريم، حيث تظل هذه الكتاتيب فرصة السكان الوحيدة لربط أطفالهم بكتاب الله، وتعليمهم مبادئ القراءة والكتابة وهم لايزالون في سن مبكرة..
ورغم حاجة المحاظر القرآنية إلى التطوير والأخذ بطرق تعليم أفضل ،تزيد من ترغيب الناشئة في التعلم وتختصر الوقت والجهد ،إلا أن الوفاء لتقاليد المحظرة العتيقة لا زال سيد الموقف كما يشرح المدرسون، فلا مقرات خاصة هنا للمحاظر غير باحات المساجد والأعرشة وتحت ظلال الأشجار، ولا كتب ولا دفاتر وأقلام غير الألواح المنحوتة من الخشب وأقلام الجريدة والتي لا مداد لها غير نقيع الفحم الممزوج بالصمغ..ولا مصدر للإنارة سوى المصابيح اليدوية وفي أحيان كثيرة ضوء النيران..ومع ذلك فالمحاظر تشهد إقبالا منقطع النظير ،لاسيما في شهور العطلة الصيفية كما يقول محمد الأمين ولد أحمدو مدرس بمحظرة التوفيق الغربي 36كم على طريق روصو.
ظلال الأشجار تؤكد حاجة المحاظر إلى مقرات تقي ظلابها الحر والقر في قرية سكام 2 يشرح مسؤول القرية محمد ولد إبراهيم حاجة المحظرة إلى مقر لإيواء طلابها ووقايتهم من الحر والقر، فوسائل السكان المحدودة لا تمكنهم من تدبير مقر مستقل، ولا توفير التجهيزات المكتبية للمحظرة وقصارى جهدهم المساهمة في تحصيل جزء يسير من راتب المدرس ،فيما تتكفل بالباقي جمعية البركة وهي إحدى الجمعيات الخيرية الداعمة للمحاظر في منطقة النهر على حد قوله.
المحاظر في العديد من القرى وبسبب انتشار الأمية ليست حكرا على الصغار، بل هي للجميع يتعلم فيها الكبار فرض عينهم ويحفظون بعض السور القصيرة التي يتعلق بها إقامة الصلوات،كما تشرح آمنة بنت أباه من نفس القرية وهي تشكر الجمعية على تعاقدها مع مدرس مقيم لا يبرح القرية بعد معاناة طويلة من انقطاع الدروس، وتعطل المحظرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق